دار الشـرع

 تقع دار الشرع في حومة الشراقة التي هي جزء من حي كان يعرف في القرن السابع عشر للميلاد بالربض الأدنى والربض هو الضاحية التي تقع خارج الاسوار الاولى 

alt alt
          

سميت هذه الدار بدار الشرع لأنها كانت تؤدي في بداية القرن العشرين وظيفة المحكمة وتوجد قبالتها مؤسسات حكومية أخرى مثل دارا لعمل أي الإدارة التي يشرف عليها المسؤول 

المحلي الذي  يحمل رتبة عامل (درجة اقل من القايد ). 

تأسست دار الشرع خلال القرن 17م وكانت مسكنا لعائلة وجيهة إلى غاية أواخر القرن 19م تاريخ تحول ملكيتها إلى بلدية المنستير.

ككل مسكن تقليدي تتكون دار الشرع من سقيفة تفضي إلى صحن مكشوف أو وسط دار تحيط به غرف ومنافع..

تنقسم السقيفة إلى جزأين جزء خارجي به مدخل الدار وقد اندثر حاليا وجزء داخلي هو الذي تجتمع فيه العائلة ويفصل بين الجزأين باب مازال باقيا بالطرف الشرقي للجدار الشمالي أمّا الجدار الغربي فبه نافذة ذات خشب مخرّم على شكل نجوم تمكّن من رؤية من يدخل للسقيفة الخارجية دون أن يرى من هو بالسقيفة الداخلية.

 تتصل السقيفة الداخلية بسرداب له مدخل سرّي كان يستعمل دون شك كمخزن للمؤن إذ كانت العائلة تخزن حاجياتها لسنة كاملة من اللحوم والأسماك المجففة والحبوب والغلال المصبّرة والخضر المملحة.

alt

صحن الدار فسيح ويتميز باحتوائه على حديقة وسطى وأحواض جانبية للنباتات وعلى حوض ماء وتلك ميزة من مميزات المعمار الاندلسي فهذا المنزل بني في فترة هاجر فيها بكثافة الاندلسيون إلى تونس الذين اثّروا في فن العمارة بها.

alt

لحماية أهل الدار من العيون الفضولية فان الجدران التي تعلو الغرف وتسمى جدران السترة تكون شاهقة إذ لا يمكن لمن يصعد على سطح منزل مجاور أن يرى ما يحصل في صحن هذه الدار.

يلعب صحن الدار وظائف عديدة ففيه تتم الأشغال المنزلية من غسيل وتجفيف لذلك نجد به فتحة الماجل الذي يخزن المياه العذبة المجمعة في السطوح وحتى لا يفرط أهل الدار في استهلاك الماء تكون فتحة الماجل ضيقة إذ لا بد من مجهود كبير لاستخراج كميات زائدة من الماء، الصحن هو كذلك فضاء لعب الأطفال ويمكن أن يتحول في المناسبات العائلية والأفراح إلى فضاء استقبال وحفلات.